يقول: "وكون العالي فوق السافل، لا يلزم أن يكون السافل حاوياً للعالي، محيطاً به، حاملاً له ولا أن يكون الأعلى مفتقراً إليه" وهذا دفع للازم افتقار العالي للسافل كما زعمه أهل الأهواء الضاربين في الأوهام والخيالات ولم يثبتوا لله تعالى ما أثبته لنفسه مع اعتقاد أنه ((
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[الشورى:11] ولو آمنوا بذلك ما تاهوا في هذه الخيالات والظنون.
وقوله: "فانظر إلى السماء" مثال حسي مشاهد "فهي فوق الأرض وليست مفتقرة إليها؟" فليست الأرض حاملة للسماء، ولا محيطة بها ولا تحويها، ولا تفتقر إليها السماء، ومع ذلك فالسماء فوق الأرض، فإذا كان هذا في حق مخلوق من مخلوقات الله يرى وتدركه الأبصار، فكيف بالله تعالى الذي لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار، وله المثل الأعلى، والذي ((
لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ))[الشورى:11] سبحانه وتعالى؟! فهذا -والحمد لله- يبين صحة مذهب
أهل السنة والجماعة من جهة النظر والعقل السليم، والتفكر الصحيح، كما هو موافق لنصوص الوحي.
يقول: "فالرب تعالى أعظم شأناً وأجل من أن يلزم من علوه ذلك" تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.